04 - 07 - 2024

عجاجيات | محمد صلاح

عجاجيات | محمد صلاح

سجلات الأحوال المدنية تؤكد أن هناك مئات الألوف يحملون اسم محمد صلاح، كل منهم له سماته وصفاته وشخصيته الخاصة به...ولعل من أشهرهم الشهيد الجندي محمد صلاح الذى أعاد تذكيرنا العام الماضى ٢٠٢٣ بالبطل سليمان خاطر الذى حفر اسمه فى التاريخ المصري. غير أن من أعطى قيمة عالمية للاسم وجعله من أشهر الأسماء فى كل قارات العالم هو لاعب كرة القدم المصري محمد صلاح الذي أصبح نجم نجوم الملاعب والاستادات العالمية. 

محمد صلاح أيقونة مصرية تتخطي كثيرا مهارته كلاعب كرة وتتخطى أرقام الأهداف التى سجلها ببراعة فى شباك الفرق التى لعب امامها.. محمد صلاح قصة كفاح وصعود لشاب مصري من أسرة بسيطة فى واحدة من قري مصر الوادعة التى تعود أهلها على قول الحمد لله فى كل الأحوال. 

محمد صلاح صاحب رحلة طويلة مليئة باللحظات الصعبة واللحظات السعيدة والإصرار على النجاح والتفوق وعدم الاستسلام للإحباط واليأس.. 

محمد صلاح اللاعب الناشئ اضطر للنوم على باب نادي المقاولين العرب، وشعر بغصة فى قلبه عند رفضه نادى الزمالك غير أنه استمر فى طريقه، وأصر على إثبات ذاته وتأكيد موهبته .ترك الأهل والأصدقاء والأكلات التى يحبها، ويمم نحو أوروبا فى رحلة احتراف تنقل خلالها بين أندية سويسرية وإيطالية وبريطانية إلى أن استقر به المقام فى ليفربول، التى عشقته جماهيرها وتغنت باسمه بعد أن أصبح من اعمدة الفريق وركائزه. 

نجح محمد صلاح فى التغلب على مشاعر الغربة وتخطى حواجز اللغة بصبر واجتهاد يحمد له، محمد صلاح نجح فيما لم تنجح فيه كل أجهزة الإعلام العربية والاسلامية حيث ساهم فى تغيير الصورة النمطية للإنسان العربى والمسلم فى الغرب بأخلاقه الرفيعة وسلوكه المنضبط الراقى. 

محمد صلاح وقد اعتلى قمة المجد والشهرة لم ينس بلده الام ولم ينس قريته نجريج محافظة الغربية التى لعب فى حاراتها وحقولها، ووجه جزءا لا يستهان به من دخله للنهوض بقريته ومساعدة أبنائها، وشارك مع المنتخب للمصري بكل الإخلاص. 

والحقيقة أن محمد صلاح مثل كل المصريين فى الخارج من أهم مصادر الدخل القومى إلى جانب قناة السويس والصادرات المصرية.. ومحمد صلاح من مفردات صورة مصر العالمية.. ومحمد صلاح أيقونة مصرية أصبحت أيقونة عالمية مثل عمر الشريف وأحمد زويل كل فى تخصصه ومجال ابداعه. 

علينا ألا ننسى أن محمد صلاح إنسان يتعب ويمرض ويصاب ويبكى ويضحك ويطمئن ويخاف ويشتاق.. وعلينا أن نتذكر مواقفه الطيبة النبيلة ونحترم مشاعره ولا نفتش فى ضميره ونواياه.
------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | حقك وحقهم





اعلان